Ahad, 6 November 2011

matan arbain al-Nawawi



Di bawah adalah sebuh kitab yang tidak asing lagi, iaitu matan al-Arba’in karangan al-Imam al-Nawawi. Walaupun tidak susah untuk mendapatkannya di pasaran, pun begitu dipublish juga di sini kerana beberapa sebab:

  1. Ia adalah matan yang lengkap. Para pencetak rata-ratanya menggugurkan mukadimah al-Nawawi. 
  2. Dimuatkan juga bab pelengkap, iaitu bab ‘syarah gharib’ (huraian perkataan-perkataan susah yang ada di dalam kitab al-Arba’in ini) Bab ini juga tiada di dalam kebanyakan cetakan.
  3. Di dalam mukadimah al-Nawawi telah menyebut nama beberapa nama tokoh-tokoh yang telah mengarang kitab arba’in. Sedikit pengenalan diberi tentang nama-nama besar ini. 
  4. Kami telah muatkan riwayat hidup al-Nawawi sebagai pengenalan bagi peribadi beliau. 
  5. Riwayat hidup secara rengkas bagi sahabat-sahabat Nabi saw periwayat-periwayat hadith empat puluh ini.
ترجمة الإمام النووي[1]
النواوى الإمام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علَم الأولياء محى الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مرى الحزامى الحورانى الشافعي صاحب التصانيف النافعة.
مولده في المحرم سنة احدى وثلاثين وست مائة، وقدم دمشق سنة تسع وأربعين، فسكن في الرواحية يتناول خبز المدرسة، فحفظ التنبيه في أربعة أشهر ونصف، وقرأ ربع المهذب حفظًا في باقى السنة على شيخه الكمال إسحاق بن أحمد، ثم حجَّ مع ابيه وأقام بالمدينة النبوية شهرًا ونصفًا ومرض أكثر الطريق.
فذكر شيخنا أبو الحسن بن العطار أن الشيخ محى الدين ذكر له أنه كان يقرأ كل يوم اثنى عشر درسًا على مشائخه شرحًا وتصحيحًا: درسين في الوسيط، ودرسًا في المهذب، ودرسًا في الجمع بين الصحيحين، ودرسًا في صحيح مسلم، ودرسًا في اللمع لابن جنى، ودرسًا في إصلاح المنطق، ودرسًا في التصريف، ودرسًا في أصول الفقه، ودرسًا في أسماء الرجال، ودرسًا في أصول الدين.
قال: وكنت أُعلِّق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل ووضوح عبارة وضبط لغة، وبارك الله تعالى في وقتى، وخطر لى أن أشتغل في الطب واشتريت كتاب القانون، فأظلم قلبي وبقيت أيامًا لا أقدر على الاشتغال، وبعت القانون فأنار قلبى.
ثم قال الذهبي: سمع من الرضى ابن البرهان، وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنصاري، وزين الدين بن عبد الدائم، وعماد الدين عبد الكريم ابن الحرستانى، وزين الدين خالد ابن يوسف، وتقى الدين بن أبى اليسر، وجمال الدين ابن الصيرفى، وشمس الدين بن أبى عمر وطبقتهم.
وسمع الكتب الستة والمسند والموطأ، وشرح السنة للبغوي وسنن الدارقطني وأشياء كثيرة، وقرأ الكمال للحافظ عبد الغنى على الزين خالد، وشرح في أحاديث الصحيحين على المحدث أبى اسحاق ابراهيم بن عيسى المرادى، وأخذ الاصول على القاضى التفليسى، وتفقه على الكمال إسحاق المغربي وشمس الدين عبد الرحمن بن نوح وعز الدين عمر بن سعد الإربلي والكمال سلار الإربلي.
وقرأ النحو على الشيخ أحمد المصرى وغيره، وقرأ على ابن مالك كتابًا من تصنيفه.
ولازم الاشتغال والتصنيف ونشر العلم والعبادة والأوراد والصيام والذكر والصبر على العيش الخشن في المأكل والملبس ملازمة كلية لا مزيد عليها، ملبسه ثوب خام وعمامته شبختانية صغيرة.
تخرج به جماعة من العلماء؛ منهم: الخطيب صدر الدين سليمان الجعفري، وشهاب الدين أحمد بن جعوان، وشهاب الدين الإربدي، وعلاء الدين ابن العطار، وحدث عنه ابن أبى الفتح والمزى وابن العطار.
قال ابن العطار: ذكر لى شيخنا رحمه الله تعالى أنه كان لا يضيع له وقتًا، لا في ليل ولا في نهار إلا في اشتغال حتى في الطرق، وأنه دام على هذا ست سنين، ثم أخذ في التصنيف والافادة والنصيحة وقول الحق.
قال الذهبي: مع ما هو عليه من المجاهدة بنفسه والعمل بدقائق الورع والمراقبة وتصفية النفس من الشوائب ومحقها من أغراضها: كان حافظا للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعليله رأسًا في معرفة المذهب.
قال شيخنا الرشيد ابن المعلم: عذلت الشيخ محى الدين في عدم دخوله الحمام وتضييق العيش في مأكله وملبسه وأحواله، وخوَّفْتُه من مرض يعطله عن الاشتغال، فقال: إن فلانًا صام وعبد الله حتى اخضر جلده، وكان يمنع من أكل الفواكه والخيار، ويقول: أخاف أن يرطب جسمي ويجلب النوم، وكان يأكل في اليوم والليلة أكلة ويشرب شربة واحدة عند السحر.
قال ابن العطار: كلمته في الفاكهة، فقال: دمشق كثيرة الاوقاف وإملاك مَن تحت الحجر، والتصرف لهم لا يجوز إلا على وجه الغبطة لهم، ثم المعاملة فيها على وجه المساقاة، وفيها خلاف، فكيف تطيب نفسي بأكل ذلك؟ وقد جمع ابن العطار سيرته في ست كراريس.
فمن تصانيفه: شرح صحيح مسلم، ورياض الصالحين، والاذكار، والأربعين، والإرشاد في علوم الحديث، والتقريب مختصره، وكتاب المبهمات، وتحرير الالفاظ للتنبيه، والعمدة في تصحيح التنبيه، والإيضاح في المناسك مجلد، وله ثلاثة مناسك سواه، والتبيان في آداب حملة القرآن، وفتاواه مجموعة في مجيليد، والروضة أربعة أسفار، وشرح المهذب إلى باب المصراة في أربع مجلدات، وشرح قطعة من البخاري، وقطعة من الوسيط، وعمل قطعة من الاحكام، وجملة كثيرة من الاسماء واللغات، ومسودة في طبقات الفقهاء، ومن التحقيق في الفقه إلى باب صلاة المسافر.
وكان لا يقبل من احد شيئًا الا في النادر ممن لا يشتغل عليه، أهدى له فقير إبريقًا فقبله، وعزم عليه الشيخ برهان الدين الإسكندرانى أن يفطر عنده، فقال: أحضر الطعام إلى هنا ونفطر جملة، فأكل من ذلك وكان لونين، وربما جمع الشيخ بعض الأوقات بين إدامين.
وكان يواجه الملوك والظلمة بالإنكار ويكتب إليهم ويخوفهم بالله تعالى.
وكان شيخنا ابن فرح يشرح على الشيخ الحديث، فقال: الشيخ محى الدين قد صار إلى ثلاث مراتب، كل مرتبة لو كانت لشخص لشدت إليه الرحال: العلم والزهد والامر بالمعرف والنهى عن المنكر.
سافر الشيخ فزار بيت المقدس وعاد إلى نوى فمرض عند والده فحضرته المنية فانتقل إلى رحمة الله في الرابع والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وست مائة، وقبره ظاهر يزار.
أرخه الشيخ قطب الدين اليونينى، وقال: كان اوحد زمانه في العلم والورع والعبادة والتقلل وخشونة العيش، واقف الملك الظاهر بدار العدل غير مرة، فحكى عن الملك الظاهر أنه قال: انا أفزع منه.
ولى مشيخة دار الحديث قلت: وليها سنة خمس وستين بعد ابى شامة إلى أن مات.
وقال الشيخ شمس الدين ابن الفخر الحنبلى: كان إمامًا بارعَا، حافظًا متقنًا، أتقن علومًا جمة، وصنف التصانيف الجمة، وكان شديد الورع والزهد، تاركًا لجيمع الرغائب من المأكول إلا ما يأتيه به أبواه من كعك وتين، وكان يلبس الثياب الردثة المرقعة، ولا يدخل الحمام وترك الفواكه جميعًا ولم يتناول من الجهات درهمًا، رحمه الله تعالى.







بسم الله الرحمن الرحيم
الحمْد لله رب العالمين، قيوم السماوات والأرضين، مدبِّر الخلائق أجمعين، باعث الرسل – صلواته وسلامه عليهم – إلى المكلَّفين لهدايتهم وبيان شرائع الدين، بالدلائل القطعية وواضحات البراهين، أحمَده على جميع نِعَمِهِ، وَأَسْأَلُهُ الْمَزِيْدَ مِنْ فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ. وأشهد أن لا إله إلاَّ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، الكريمُ الغفَّارُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَحَبِيْبُهُ وَخَلِيْلُهُ أَفْضَلُ الْمَخْلُوْقِيْنَ، الْمُكَرَّمُ بِالْقُرْآنِ الْعَزِيْزِ، المعجِزَة المُسْتَمِرَّةِ على تعاقُبِ السِّنِيْنَ، وبالسُّنَنِ الْمُسْتنِيْرَة للْمُسْتَرْشِدِيْنَ، المخصوص بجوامع الكلِم وسماحة الدِّيْنِ. صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وآل كُلٍّ وسائر الصالحين.
          (أما بعْدُ) فقد رُوِّيْنَا[2] عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وابن عمر وابن عباس وأنس بن مالك وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهم أجمعين مِن طرق كثيرات بروايات متنوِّعات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
مَنْ حَفِظَ عَلٰى أُمَّتِيْ[3] أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثًا مِنْ أَمْرِ دِيْنِهَا بَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيْ زُمْرَةِ الْفُقَهَاءِ وَالْعُلَمَاءِ، وَفِيْ رواية: بَعَثَهُ اللهُ تعالى فَقِيْهًا عَالِمًا، وفي رواية أبي الدرداء: وَكُنْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَافِعًا وَّشَهِيْدًا، وفي رواية ابن عمر: كُتِبَ فِيْ زُمْرَةِ الْعُلَمَاءِ وَحُشِرَ فِي زُمْرَةِ الشُّهَدَاءِ.
واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف، وإن كثرت طرقه. وقد صنَّف العلماء في هذا الباب ما لا يُحْصٰى مِن المصنفات، فأول مَن علِمْتُه صنَّف فيه عبدُ اللهِ بنُ المبارك[4]، ثم محمد بن أسلم الطوسي[5] العالم الرباني، ثم الحسن بن سفيان النسوي[6]، وأبو بكر الآجري[7]، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الأصفهاني[8]، والدارقطني[9]، والحاكم[10]، وأبو نُعَيْم[11]، وأبو عبد الرحمن السُّلَمِي[12]، وأبو سعد[13] الماليني، وأبو عثمان الصابوني[14]، وعبد الله بن محمد الأنصاري[15]، وأبو بكر البيهقي[16]، وخلائق لا يُحْصَوْنَ مِن المتقدِّمين والمتأخِّرين.
وقد استخَرْتُ الله تعالى جمْع أربعين حديثًا اقتداءً بهؤلاء الأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام، وقد اتفق العلماء[17] على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ومع هذا[18] فليس اعتمادي على هذا الحديث، بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة:
لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبِ، وقوله صلى الله عليه وسلم: نَضَّرَ اللهُ[19] امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِيْ فَوَعَاهَا فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا.
ثم مِن العلماء مَن جَمَعَ الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في الفروع، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الزهد، وبعضهم في الآداب، وبعضهم في الخطَب، وكلها مقاصد صالحة، رضي الله تعالى عن قاصديها، وقد رأيتُ جمْع أربعين حديثًا أهمَّ مِن هذا كله، وهي أربعون حديثًا مشتملة على جميع ذلك، وكل حديث منها قاعدة عظيمة مِن قواعد الدين، قد وَصَفَهُ العلماء بأن مدار الإسلام عليه، أو هو نِصْف الإسلام، أو ثلثه، أو نحو ذلك.
ثم ألتزم في هذه الأربعين أن تكون صحيحة، ومُعْظَمُهَا في صحيحي البخاري ومسلم، وأذكرها محذوفة الأسانيد، ليسْهُلَ حفظها ويعُمَّ الانتفاع بها إن شاء الله تعالى، ثم أُتْبِعها بباب في حَلِّ خَفِيِّ ألفاظها.
وينبغي لكل راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث لما اشتملتْ عليه مِن المهمات واحتوتْ عليه مِن التنبيه على جميع الطاعات، وذلك ظاهر لمَنْ تدَبَّرَه.
وعلى الله اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي، وله الحمْد والنعمة، وبه التوفيق والعصمة.
الحديث الأول
عَنْ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ أَبِيْ حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ[20] رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسَوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: (إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ بِالنِّيَّـاتِ[21]، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ؛ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا؛ فَهِجْرَتُهُ إِلٰى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) رواه إماما المحدِّثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَة البخاري وأبو الحُسَيْنِ مسلم بنُ الحجَّاج بن مسلم القُشَيْرِيُّ النيسابوريُّ رضي الله عنهما في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنَّفة.

الحديث الثاني
عن عمر رضي الله عنه أيضاً، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر[22]، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلىالله عليه وسلم: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)
قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
قال: فأخبرني عن الساعة. قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: (أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)
ثم انطلق، فلبثت ملياً، ثم قال: (يا عمر، أتدري من السائل ؟) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (فإنه جبريل، أتاكم يعلمكم دينكم) رواه مسلم.

الحديث الثالث
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر[23] بن الخطاب رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ) رواه البخاري ومسلم.

الحديث الرابع
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود[24] رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،  وهو الصادق المصدوق: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد، فوالله الذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) رواه البخاري ومسلم

الحديث الخامس
عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة[25] رضي اله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد[26]) رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا؛ فهو رد.

الحديث السادس
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير[27] رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات؛ فقد استبرأ لدينه[28] وعرضه، ومن وقع في الشبهات؛ وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا إن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله تعالى محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) رواه البخاري ومسلم.

الحديث السابع
عن أبي رقية[29] تميم بن أوس الداري[30] رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة) قلنا: لمن؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم.

الحديث الثامن
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله) رواه البخاري ومسلم.

الحديث التاسع
عن أبي هريرة[31] عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم[32] على أنبيائهم) رواه البخاري ومسلم.

الحديث العاشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون/51 وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة/172] ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، يا رب! يا رب! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام[33]، فأنى يستجاب لذلك؟ ) رواه مسلم.

الحديث الحادي عشر
عن أبي محمد الحسن[34] بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم  وريحانته رضي الله عنه، قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك[35]) رواه الترمذي والنسائي، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

الحديث الثاني عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه[36]) حديث حسن رواه الترمذي وغيره.

الحديث الثالث عشر
عن أبي حمزة أنس بن مالك[37] رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري ومسلم.

الحديث الرابع عشر
عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني[38] والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) رواه البخاري ومسلم.

الحديث الخامس عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فيقل خيراً أو ليصمت[39]، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) رواه البخاري ومسلم.

الحديث السادس عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: (لا تغضب) فردَّد مراراً، قال: (لا تغضب) رواه البخاري.

الحديث السابع عشر
عن أبي يعلى شداد بن أوس[40] رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة[41]، وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته) رواه مسلم.

الحديث الثامن عشر
عن أبي ذر[42] جندب بن جنادة[43] وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل[44] رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي، وقال حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح.

الحديث التاسع عشر
عن أبي العباس عبد الله بن عباس[45] رضي الله عنهما، قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً، فقال: يا غلام، إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك[46]، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء؛ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
وفي رواية غير الترمذي: (احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء؛ يعرفك في الشدة، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يُسْرًا)

الحديث العشرون
عن أبي مسعود[47] عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت[48]) رواه البخاري.

الحديث الحادي والعشرون
عن أبي عمرو، وقيل: أبي عمرة سفيان بن عبد الله[49] رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك؟ قال: (قل آمنت بالله، ثم استقم[50]) رواه مسلم.

الحديث الثاني والعشرون
عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله[51] الأنصاري رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئاً، أأدخل الجنة؟ قال: (نعم) رواه مسلم.
ومعنى (حرمت الحرام) : اجتنبته، ومعنى (أحللت الحلال) : فعلته متعمداً حله. والله أعلم.

الحديث الثالث والعشرون
عن أبي مالك[52] الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه، قال: قال: (الطهور شطر الإيمان[53]، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) رواه مسلم.

الحديث الرابع والعشرون
عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: (يا عبادي، إني حرَّمت الظلم على نفسي[54]، وجعلته بينكم محرماً، فلا تَظالموا. يا عبادي، كلكم ضالٌ إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم. يا عبادي، كلكم جائعٌ إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم. يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.
يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم؛ ما زاد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم؛ ما نقص في ملكي شيئاً، يا عبادي، ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم وقفوا على صعيدٍ واحد، فسألوني، فأعطيته كل إنسان مسألته؛ ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.
يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن عمل خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك؛ فلا يلومن إلا نفسه) رواه مسلم.

الحديث الخامس والعشرون
عن أبي ذر أيضًا رضي الله عنه: أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور[55] بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: أوَ ليس الله قد جعل لكم ما تصَّدَّقون به؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) رواه مسلم.

الحديث السادس والعشرون
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل سلامى[56] من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة) رواه البخاري ومسلم.

الحديث السابع والعشرون
عن النواس[57] بن سمعان[58] رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس) رواه مسلم. وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: جئت تسأل عن البر؟ قلت: نعم، فقال: استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك) حديث حسن رويناه في مسند الإمامين أحمد بن حنبل والدارمي.


الحديث الثامن والعشرون
عن أبي نجيح العرباض[59] بن سارية[60] رضي الله عنه، قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة) رواه أبو داود والترمذي.

الحديث التاسع والعشرون
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة/16] حتى بلغ ﴿ يَعْمَلُوْنَ ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه[61]؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه ثم قال: كف عليك هذا، قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناسَ في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.


الحديث الثلاثون
عن أبي ثعلبة[62] الخشني[63] جرثوم بن ناشر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها) حديث حسن رواه الدارقطني وغيره.

الحديث الحادي والثلاثون .
عن أبي العباس سهل بن سعد[64] الساعدي رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس) حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره.

الحديث الثاني والثلاثون
عن أبي سعيد[65] سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا ضرر ولا ضرار[66]) حديث حسن رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما مسنداً، ورواه مالك في الموطأ عن عمرو بن يحيي عن أبيه عن النبي  مرسلاً، فأسقط أبا سعيد، وله طرق يقوي بعضها ببعض.

الحديث الثالث والثلاثون
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر) حديث حسن رواه البيهقي وغيره، وبعضه في الصحيحين.

الحديث الرابع والثلاثون
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه[67]، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم.

الحديث الخامس والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره، التقوى ها هنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسْب امرىءٍ من الشر[68] أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه) رواه مسلم.

الحديث السادس والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا؛ نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر؛ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علمًا؛ سهل الله به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) رواه مسلم.

الحديث السابع والثلاثون
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، قال: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك للملائكة، فمن همّ بحسنة فلم يعملها؛ كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها؛ كتبها عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة. وإن هم بسيئة فلم يعملها؛ كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها؛ كتبها الله سيئة واحدة ) رواه البخاري ومسلم بهذه الحروف.
فانظر يا أخي، وفقني الله وإياك إلى عظم لطف الله تعالى، وتأمل هذه الألفاظ: وقوله (عنده) إشارة إلى الاعتناء بها، وقوله (كاملة) للتوكيد وشدة الاعتناء بها، وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها: كتبها الله عنده حسنة كاملة؛ فأكدها بـ (كاملة) وإن عملها كتبها سيئة واحدة، ولم يؤكدها بـ (كاملة) فلله الحمد والمنة سبحانه وتعالى، لا نحصي ثناء عليك، وبالله التوفيق.

الحديث الثامن والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً؛ فقد آذنته[69] بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري.

الحديث التاسع والثلاثون
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان ، وما استكرهوا عليه) حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما.

الحديث الأربعون
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب[70] أو عابر سبيل) وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. رواه البخاري.

الحديث الحادي والأربعون[71]
عن أبي محمد عبد الله بن عمرو[72] بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح.

الحديث الثاني والأربعون
عن انس رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء[73] ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً؛ لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي رحمه الله، وقال: حديث حسن.
فهذا آخر ما قصدته مِن بيان الأحاديث التي جمعت قواعد الإسلام وتضمنت ما لا يحصى من أنواع العلوم في الأصول والفروع والآداب وسائر وجوه الأحكام، ها أنا أذكر بابًا مختصرًا حدًّا في ضبط ألفاظها مرتبة لئلا يغلط في شيء منها، ويستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها، ثم أشرع في شرحها إن شاء الله في كتاب مستقل، وأرجو من فضل الله أن يوفقني فيه لبيان مهمات من اللطائف وجمل من الفوائد والمعارف لا يستغني مسلم عن معرفة مثلها، ويظهر لمطالعها جزالة هذه الأحاديث عظم فضلها وما اشتملت عليه من النفائس التي ذكرتها والمهمات التي وصفتها، ويعلم بها الحكمة في اختيار هذه الأحاديث الأربعين، وإنها حقيقة بذلك عند الناظرين، وإنما أفردتها عن هذه الجزء ليسهل حفظ ذا الجزء بانفراده، ثم من أراد ضم الشرح إليه فليفعل، ولله عليه المنة بذلك، إذ يقف على نفائس اللطائف المستنبطة من كلام مَن قال الله في حقه ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) [النجم/3، 4] ﴾ ولله الحمد أولا وآخرا وباطنا وظاهرًا.

باب
الإشارات إلى ضبط الألفاظ المشكلات
هذا الباب؛ وإن ترجمته بـ (المشكلات) فقد أنبِّه فيه على ألفاظ من الواضحات.

في الخطبة:
(نَضَّرَ اللهُ امْرَأً) روي بتشديد الضاد وتخفيفها، والتشديد أكثر، ومعناه: حَسَّنَهُ وجَمَّلَهُ[74].

الحديث الأول:
(أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) هو أول مَن سُمِّيَ أمير المؤمنين. قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ) المراد: لا تُحْسَبُ الأعمال الشرعية إلا بالنية. وقوله صلى الله عليه وسلم (فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ) معناه: مقبولة.

الحديث الثاني:
(لا يرى عليه أثر السفر) وهو بضم الياء مِن يُرِيْ. قوله (تؤمن بالقدر خيره وشره) معناه: تعتقد أن الله تعالى قدر الخير والشر قبل خلق الخلق، وأن جميع الكائنات بقضاء الله تعالى وقدره، وهو مريد لها. قوله (فأخبرني عن أماراتها) هو بفتح الهمزة، أي غلامتها، ويقال: إمار بلا هاء، لغتان، لكن الرواية بالهاء. قوله (تلد الأمة ربتها) أي سيدها، ومعناه: أن تكثر السراري حتى تلد الأمة السرية بنْتًا لسيدها، وبنت السيد في معنى السيد. وقيل: يكثر بيع السراري حتى يشتري المرأة أمها، وتيتعبدها جاهلة بأنها أمها. وقيل غير ذلك، وقد أوضحت في شرح صحيح مسلم بدلائله وجميع طرقه. قوله (العالة) أي الفقراء، ومعناه: أن أسافل الناس يصيرون أهل ثروة ظاهرة. قوله (لبثت مليًّا) هو بتشديد الياء، أي زماناًا كثيرًا، وكان ذلك ثلاثا، هكذا جاء مبيَّنًا في رواية أبي داود والترمذي وغيرهما.

الحديث الخامس
(من أحدث في أمرنا فهو رد) أي مردود، كالخلق بمعنى المخلوق.

الحديث السادس:
(فقد استبرأ لدينه وعرضه) أي صان عرضه ودينه وحمى عرضه من وقوع الناس فيه. قوله (يوشك) هو بضم الياء وكسر الشين، أي يسرع ويقرب. قوله (حمى اللهمحارمه) معناه: الذي حماه الله تعالى ومنع دخوله هو الأشياء التي حرمها.

الحديث السابع
قوله (عن أبي رقية) هو بضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء. قوله (الداري) هو منسوب إلى جد له اسمه الدار. وقيل: إلى موضع يقال له الدارين. ويقال فيه أيضًا الديري، نسبة إلى دير كان تعبد فيه. وقد بسطت القول في إيضاحه في أوائل شرح صحيح مسلم.

الحديث التاسع:
قوله (واختلافهم على أنبيائهم) هو برفع الفاء لا بكسرها.

الحديث العاشر:
قوله (غذي بالحرام) هو بضم الغين وكسر الذال المعجمة والمخففة.

الحديث الحادي عشر:
(دع ما يريبك) بفتح الياء وضمه لغتان، الفتح أفصح وأشهر، ومعناه: اترك ما شككْتَ فيه، واعدل إلى ما لا شك فيه.

الحديث الثاني عشر:
قوله (يعنينه) بفتح أوله.

الرابع عشر:
قوله (الثيب الزاني) معناه: المحصن إذا زنى، وللإحصان شروط معروفة في كتب الفقه.

الخامس عشر:
قوله (ليصمت) هم بضم الميم.

السابع عشر:
(القتلة) و (الذبحة) بكسر أولهما. قوله (ليحد) هم بضم الياء وكسر الحاء وتشديد الدال، يقال: أَحَدَّ السِّكِّيْنَ وحَدَّهَا واسْتَحَدَّهَا بمعنى.

الثامن عشر:
(حندب)بضم الجيم وبضم الدال وفتحها، و (جنادة) بضم الجيم.

التاسع عشر:
(تجاهك) بضم التاء وفتح الهاء، أي أمامك، كما في الواية الأخرى. (تعرف إلى الله في الرخاء) أي تحبب إليه بلزوم طاعته واجتاب مخالفته.

العشرون:
(إذا لم تستح فاصنع ما شئت) معناه: إذا أردت فِعْل شيء، فإن كان مما لا يستحيى مِن الله في فعله؛ فافعله، وإلا فلا، وعلى هذا مدار الإسلام.

الحادي والعشرون:
(قل آمنت بالله ثم استقم) أي استقم كما أمرتممتثلا أمر الله مجتنبًا نهْيَه.

الثالث والعشرون:
قوله صلى الله عليه وسلم (الطهور شطر الإيمان) المراد بالطهور: الوضوء. قيل: ينتهي تضعيف ثوابه إلى نصف أجر الإيمان. وقيل: الإيمان يجب ما قباه من الخطايا، وكذا الوضوء، لكن الوضوء يتوقف صحته على الإيمان، فصار نِصْفًا. وقيل: المؤاد بالإيمان الصلاة، والطهور شرط لصحتها، فصار كالشطر. وقيل غير ذلك. وقوله صلى الله عليه وسلم (والحمد لله تملأ الميزان) أي ثوابها. (وسبحان الله والحمد لله تملآن) أي لو قدر ثوابهما جسمًا لملأه، وسببه ما اشتملتا عليه مِن التنزيه والتفويض إلى الله تعالى. (والصلاة نور) أي تمنع مِن المعاصي وتنهى عن الفحشاء وتهدي إلى الصواب. وقيل: يكون ثوابها نورًا لصاحبها يوم القيامة. وقيل: لأنها سبب لاستنارة القلب. (والصدقة برهان) أي حجة لصاحبها في أداء حق المال. وقيل: حجة في إيمان صاحبها؛ لأن المنافق لا يفعلها غالبًا. (والصبر ضياء) الصبر المحبوب، وهو الصبر على طاعة الله نعالى والبلاء ومكاره الدنيا وعن المعاصي، ومعناه: لا يزال صاحبه مستضيئًا مستمرًّا على الصواب. (كل الناس يغدو؛ فبائع نفسه) معناه: كل إنسان يسعى بنفسه؛ فمنهم مَن يبيعها لله تعالى بطاعته، فيعتقها مِن العذاب، ومنهم مَن يبيعها للشيطان باتباعها، فيوبقها، أي يهلكها. وقد بسطت هذا الحديث في شرح صحيح مسلم، فمَن أراد زيادة فليراجعه، وبالله التوفيق.

الرابع والعشرون:
قوله (حرَّمْت الظلم على نفسي) أي تقدَّسْتُ عنه، فالظلم مستحيل في حق الله تعالى، وهو لأنه مجاوزة الحق أو التصرف في غير ملك، وهما جميعًا محال في حق الله تعالى. قوله (لا تظالموا) هو بفتح التاء، أي تتظالموا. قوله تعالى (كما ينقص المخيط) هو بكسر الميم وإسكان الخاء وفتح الياء: الإبرة، زمعناه: لا ينقص شيئًا .

الخامس والعشرون:
(الدثور) بضم الدال والثاء المثلثة: الأموال، واحدها دثر، كفَلْس وفلوس. قوله (في بضع أحدكم) هو بضم الباء وإسكان الضاد المعجمة، وهو كناية عن الجماع، إذا نوى العبادة، وهو قضاء حق الزوجة وطلب ولد صالح وإعفاف النفس وكفها عن المحارم.

السادس والعشرون:
(السلامى) بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم، وجمْعه سلا ميات بفتح الميم، وهي المفاصل والأعضاء، وهي ثلاثمائة وسِتّون، ثبت ذلك في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

السابع والعشرون:
(النواس) بتفح النون وتشديد الواو. و (سمعان) بكسر السين وفتحها.

الثامن والعشرون:
(العرباض) بكسر العين وبالموحدة، و (سارية) بالسين المهملة والياء المثناة تحت. قوله (ذرفت) بفتح الذال المعجمة والراء، أي سالت. قوله (بالنواجذ) هو بالذال المعجمة، وهي الأنياب. وقيل: الأضراس. و (البدعة) ما عُمِلَ على غير مثال سبق.

التاسع والعشرون:
(ذروة السنام) بكسر الذال وضمها: أعلاه. (ملاكُ) الشيء: بكسر الميم، أي مقصوده. قوله (يكب) هو بفتح الياء وضم الكاف.

الثلاثون:
(الخشني) بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وبالنون، منسوب إلى خشين[75] قبيلة معروفة. قوله (جرثوم) بضم الجيم والثاء المثلثة وإسكان الراء بينهما، وفي اسمه واسم أبيه اختلاف كثير.

الثاني والثلاثون:
(ولا ضرار) بكسر الضاد.

الرابع والثلاثون:
(فإن لم يستطع فبقلبه) معناه: فليكرهه بقلبه، وذلك أضعف الإيمان، أي أقل ثمرة.

الخامس والثلاثون:
قوله (بحسب امرئ مِن الشر) هو بإسكان السين، أي يكفيه مِن الشر.

الثامن والثلاثون:
(فقد آذنته) بهمزة ممدودة، أي أعلمْتُه بأنه محارب لي. قوله (استعاذ بي) ضبطوه بالنون والباء، وكلاهما صحيح.

الأربعون:
(كن في الدنيا كأنك غريب) أي لا تركن إليها، ولا تتخذوها وطنًا، ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها، ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه، ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله.

الثاني والأربعون:
(عنان السماء) بفتح العين. قيل: هو السحاب. وقيل: ما عنَّ لكمنها، أي ما ظهر إذل رفعْتَ رأسك. (قراب الأرض) بضم القاف وكسرها، لغتان رُوِيَ بهما، والضم أشهر. معناه: ما يقارب ملأها

فصل
الحديث المذكور أولاً: (مَن حفظ على أمتي أربعين حديثًا) معنى الحفظ هنا: أن ينقلها إلى المسلمين، وإن لم يحفظها ولا عرف معناها، هذا حقيقة معناه، وبه يحصل انتفاع المسلمين، لا بحفظ ما لاينقله إليهم، والله أعلم بالصواب.
وله الحمْد والفضل والمنة، وبه التوفيق والعصمة، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وصلاته وسلامه على سيدنا محمد وسائر النبيين وآل كل وجميع الصالحين، الحمد لله رب العالمين.
قال مؤلفه الشيخ الإمام العالم العامل الحافظ الضابط المتقن المحقق محيي الدين يحيى النواوي عفا الله عنه: فرغنا مِنه ليلة الخميس التاسع والعشرين مِن حمادى الأولى سنة ثمان وستين وستمائة.





[1] ملتقطة من تذكرة الحفاظ للذهبي.
[2] الأكثر يقولون: روينا بفتح الراء مخففة مِن رَوَى إذا نقل عن غيره، مثل: رمى يرمي. والأجود: بضم الراء وكسر الواو مشددة، أي روانا مشائخُنا، أي نقلوا لنا فسمِعْنا. (التبيين في شرح الأربعين للعز ابن الجماعة)
[3] (مَن حفظ على أمتي أربعين حديثًا) معنى الحفظ هنا: أن ينقلها إلى المسلمين، وإن لم يحفظها ولا عرف معناها، هذا حقيقة معناه، وبه يحصل انتفاع المسلمين، لا بحفظ ما لاينقله إليهم، والله أعلم بالصواب.
[4] (عبد الله بن المبارك) بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي، أحد الأئمة الأعلام، روى عن حميد الطويل وحسين المعلم وسليمان التيمي وخلق، وعنه معمر والسفيانان، وهم من شيوخه وفضيل بن عياض وجعفر ابن سليمان الضبعي ويحيى القطان والوليد بن مسلم وخلق، قال ابن مهدي: الأئمة أربعة سفيان ومالك وحماد بن زيد وابن المبارك، وقال أحمد: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه، وكان صاحبَ حديث حافظاً، وقال ابن معين: ما رأيت من محدث لله إلا ستة؛ منهم: ابن المبارك، وكان ثقة عالماً متثبتاً صحيح الحديث، وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفاً، مات منصرفا من الغزو إحدى وثمانين ومائة، وله ثلاث وستون سنة. (طبقات الحفاظ)
[5] (محمد بن أسلم) بن سالم بن يزيد الكندي مولاهم، الإمام الرباني شيخ المشرق أبو الحسن الطوسي، سمع يعلى بن عبيد وأخاه محمداً وجعفر بن عون ويزيد بن هارون والطبقة، وصنف المسند وجوده، وكان من الثقات الحفاظ والأولياء الأبدال، وأقدم شيخ له النضر بن شميل، قال ابن خزيمة: هو رباني هذه الأمة لم تر عيناي مثله كان بشبه بأحمد ابن حنبل، مات في محرم سنة اثنتين وأربعين ومائتين. (طبقات الحفاظ)
[6] (الحسن بن سفيان) بن عامر الحافظ الإمام شيخ خراسان، أبو العباس الشيباني النسوي، صاحب المسند الكبير والأربعين، لقي إسحاق وابن معين وتفقه بأبي ثور وكان يفتي بمذهبه، قال الحاكم: كان محدث خراسان في عصره، مقدماً في التثبت والكثرة والفهم والفقه والأدب، ليس له في الدنيا نظير، دخل عليه ابن خزيمة وأبو عمرو الحيري وأحمد بن علي الرازي، فقال له الرازي: كَتبْتُ هذا من حديثك، قال: هات، فقرأ ثم أدخل إسناداً في إسناد فرده، ثم بعد قليل فعل ذلك فرده، فلما كان في الثالثة؛ قال له: قد احتملتك مرتين، وأنا ابن تسعين سنة، فاتق الله في المشايخ، فربما استجيبت فيك دعوة، فقال له ابن خزيمة: مه، لا تؤذ الشيخ، قال: إنما أردت أن تعلم أنه يعرف حديثه، مات في رمضان سنة ثلاث وثلاثمائة. (طبقات الحفاظ)
[7] (الآجري) الامام المحدث القدوة أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله البغدادي، مصنف كتاب الشريعة في السنة والأربعين وغير ذلك، سمع أبا مسلم الكجي وأبا شعيب الحراني وخلف بن عمرو العكبري وأحمد بن يحيى الحلواني وجعفرا الفريابي وطائفة سواهم، روى عنه أبو الحسن الحمامي وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس وأبو الحسين بن بشران وأخوه أبو القاسم وأبو نعيم الحافظ وخلق كثير من الحجاج والمغاربة، وكان مجاورًا بمكة، وكان عالمًا عاملاً صاحب سنة واتباع، قال الخطيب: كان دينا ثقة، له تصانيف، توفي بمكة في المحرم سنة ستين وثلاث مائة، رحمة الله عليه. (تذكرة الحفاظ)
[8] هو ابن المقرئ محدث أصبهان، الإمام الحافظ الرحال الثقة، (أبو بكر محمد بن إبراهيم) بن علي بن عاصم بن زاذان الأصبهاني، صاحب المعجم الكبير ومسند أبي حنيفة والأربعين، سمع أبا يعلى وعبدان، ومنه أبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم، ثقة مأمون، وعنه قال: طفت المشرق والمغرب أربع مرات، ومشيت لنسخة مفضل بن فضالة سبعين مرحلة، ولو عرضت على خباز برغيف لم يقبلها، مات في شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة عن ست وتسعين سنة. (طبقات الحفاظ)
[9] علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله أبو الحسن البغدادي (الدارقطني) الحافظ الكبير صاحب المصنفات المفيدة، منها كتاب السنن والعلل الذي لم ير مثله في فنه وكتاب الإفراد، تفقه بأبي سعيد الإصطخري، وقيل: على غيره، قال الحاكم: صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماماً في النحو والقراءة، وأشهد انه لم يخلق على أديم الأرض مثله، وقال الخطيب عن أبي الوليد الباجي عن أبي ذر: قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف أنا؟! وقال الخطيب: سمعت القاضي أبا الطيب الطبري يقول: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث، توفي في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة عن تسع وسبعين سنة، فإن مولده سنة ست وثلاثمائة، توفي في بغداد ودفن قريباً من معروف الكرخي، قال ابن ماكولا: رأيت في المنام كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة، فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة بالإمام. (طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة)
[10] (الحاكم) الحافظ الكبير إمام المحدثين أبو عبد الله محمد بن عبد الله محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي الطهماني النيسابوري، يعرف بابن البيع صاحب المستدرك والتاريخ وعلوم الحديث والمدخل والإكليل ومناقب الشافعي وغير ذلك، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة في ربيع الأول، وطلب الحديث صغيراً باعتناء أبيه وخاله، رحل وجال في خراسان وما وراء النهر فسمع من ألفي شيخ، حدث عنه الدارقطني وابن أبي الفوارس والبيهقي والخليلي وخلائق، وثفقه بأبي سهل الصعلوكي وابن أبي هريرة، وكان إمام عصره في الحديث العارف به حق معرفته صالحاً ثقة يميل إلى التشيع، وعنه: شربت ماء زمزم وسألت الله أن يرزقني حسن التصنيف.
قال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني: أيهما أحفظ؟ ابن منده أو ابن البيع؟ فقال: ابن البيع أتقن حفظاً، وقال ابن طاهر: قلت لسعد بن علي الزنجاني الحافظ: أربعة من الحفاظ تعاصروا أيهم أحفظ؟ قال: من؟ قلت: الدارقطني ببغداد وعبد الغني بمصر وابن منده بأصبهان والحاكم بنيسابور، فسكَتَ فألححت عليه، فقال: أما الدارقطني؛ فأعلمهم بالعلل، وعبد الغني أعلمهم بالأنساب، وأما ابن منده؛ فأكثرهم حديثاً مع معرفة تامة، وأما الحاكم؛ فأحسنهم تصنيفاً، دخل الحاكم الحمام ثم خرج فقال: آه وقبض وهو متزر لم يلبس قميصه، وذلك في صفر سنة خمس وأربعمائة. (طبقات الحفاظ)
[11] (أبو نعيم) الحافظ الكبير محدث العصر: أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني الصوفي الأحول، سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء، ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وأجاز له مشايخ الدنيا وله ست سنين، وتفرد بهم ورحلت الحفاظ إلى بابه لعلمه وضبطه وعلو إسناده، قال الخطيب: لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحفظ غير أبي نعيم وأبي حازم، وقال ابن مردويه: لم يكن في أفق من الآفاق أحفظ ولا أسند منه، صنف الحلية والمستخرج على البخاري والمستخرج على مسلم ودلائل النبوة معرفة الصحابة وتاريخ أصبهان وفضائل الصحابة وصفة الجنة والطب وغيرها، مات في حرم سنة ثلاثين وأربعمائة. (طبقات الحفاظ)
[12] (أبو عبد الرحمن) عبد الله بن حبيب السلمي الكوفي القارئ، أقرأ القرآن أربعين سنة، مات سنة بضع وسبعين، وقيل: سنة ثنتين وتسعين، وقيل: سنة خمس ومائة عن تسعين سنة. (طبقات الحفاظ)
[13] قوله: (وأبو سعد) في نسخة: وأبو سعيد بالياء، وهو موافق لما في كتاب الأنساب للسمعاني، والذي في طبقات الحفاظ وتاريخ الخطيب البغدادي ومعجم البلدان: أبو سعد بدون ياء، وهو الأصح؛ لأن الأنساب غير مصححة تصحيحاً يعتمد عليه. (شرح ابن دقيق العيد على المتن)
(الماليني) الحافظ العالم الزاهد: أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري الهروي الماليني الصوفي، ويعرف أيضا بطاوس الفقراء، سمع بخراسان والشام والعراق ومصر وغير ذلك، حدث عن عبد الله بن عدي وأبي بكر القطيعي ومحمد بن عبد الله السليطي وإسماعيل بن نجيد السلمي وأبي الشيخ الحافظ والحسن بن رشيق المصري والقاضي يوسف بن القاسم الميانجي ومحمد بن أحمد بن علي بن النعمان الرملي وطبقتهم، وجمع وحصل من المسانيد الكبار شيئا كثيرًا، وكان ثقة متقنا صاحب حديث ومن كبار الصوفية، له كتاب أربعين الصوفية، حدث عنه الحافظ عبد الغني وتمام الرازي وأبو حازم العبدوي وأبو بكر البيهقي وأبو بكر الخطيب وأبو نصر عبيد الله السجزي والقاضي أبو عبد الله القضاعي ومحمد بن أحمد بن شبيب الكاغذي وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي والقاضي أبو الحسن الخلعي وآخرون، قال حمزة السهمي: دخل الماليني جرجان في سنة أربع وستين، ورحل رحلات كثيرة إلى أصبهان وما وراء النهر ومصر والحجاز، ثم قال: وتوفي سنة تسع وأربع مائة فوهم، بل توفي سنة اثنتي عشرة، وقد ذكره بن الصلاح في طبقات الشافعية، قال أبو إسحاق الحبال: توفي الماليني يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة وأربع مائة. (طبقات الحفاظ)
[14] (الصابوني) هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم، شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني النيسابوري الواعظ المفسر المتفنن، مولده سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وكان أبوه من أئمة الوعظ بنيسابور فقتل ولولده هذا تسع سنين، فأجلس مكانه وحضر أول مجلس أئمة الوقت في بلده، كالشيخ أبي الطيب الصعلوكي والأستاذ أبي بكر ابن فورك والأستاذ أبي إسحاق الاسفراييني، ثم كانوا يلازمون مجلسه ويتعجبون من فصاحته وكمال ذكائه وحسن إيراده، قال عبد الغافر الفارسي: كان أوحد وقته في طريقته؛ وعظ المسلمين سبعين سنة، وخطب وصلى في الجامع نحواً من عشرين سنة، وكان حافظاً كثير السماع والتصنيف حريصاً على العلم، سمع الكثير ورحل ورزق العزة والجاه في الدين والدنيا، وكان جمالاً بالبلد مقبولاً عند الموافق والمخالف، مجمعاً على أنه عديم النظير، وكان سيف السنة ودافع اهل البدعة، وقد طول عبد الغافر في ترجمته وأطنب في وصفه، وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: “أخبرنا شيخ الإسلام صدقاً وإمام المسلمين حقاً أبو عثمان الصابوني” ثم ذكر حكاية، توفي في المحرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة. (طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة)
[15] قوله: (الأنصاري) وفي نسخة: زيادة الهروي، (ابن دقيق العيد) وهو شيخ الإسلام الحافظ الإمام الزاهد أبو إسماعيل عبد الله بن محمد ابن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت الأنصاري الهروي، من ذرية أبي أيوب الأنصاري، ولد سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وسمع أبا الفضل الجارودي وخلقاً وصنف ذم الكلام ومنازل السائرين والأربعين، وكان إماماً متقنا قائماً بنصر السنة ورد المبتدعة، قال ابن طاهر: وسمعته يقول بهراة: عرضت على السيف خمس مرات لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، ولكن يقال لي: اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت، وسمعته يقول: أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سرداً، وقال غيره: كان حافظاً للحديث بارعاً في اللغة آية في التصوف والوعظ، آخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار، مات في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة. (طبقات الحفاظ)
[16] (البيهقي) الإمام الحافظ العلامة شيخ خراسان: أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي صاحب التصانيف، ولد سنة أربع وثمانين ثلاثمائة في شعبان، ولزم الحاكم وتخرج به وأكثر عنه جداً وهو من كبار أصحابه، بل زاد عليه بأنواع من العلوم، كتب الحديث وحفظه من صباه وبرع وأخذ في الأصول وانفرد بالإتقان والضبط والحفظ ورحل، ولم يكن عنده سنن النسائي ولا جامع الترمذي ولا سنن ابن ماجه، وعمل كتبا لم يسبق إليها كالسنن الكبرى والصغرى وشعب الإيمان والأسماء والصفات ودلائل النبوة والبعث والآداب والدعوات والمدخل والمعرفة والترغيب والترهيب والخلافيات والزهد والمعتقد وغير ذلك مما يقارب ألف جزء، وبورك له في علمه لحسن قصده وقوة وفهمه وحفظه، وكان على سيرة العلماء، قانعاً باليسير، مات في عاشر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة بنيسابور، ونقل في تابوت إلى بيهق مسيرة يومين. (طبقات الحفاظ)
[17] قوله: (اتفق العلماء) في هذا إشارة إلى الجواب عن سؤال مقدر، وهو أن يقال: إذا كان هذا الحديث ضعيفً لم يصح؛ فكيف اتبعت تلك الجماعة مِن الأئمة أنفسهم في تخريج الأربعينات اعتمادًا عليه، والضعيف لا يعمل به؟ (التبيين)
[18] قوله: (ومع هذا) هذا إشارة إلى جواب ثان عن السؤال المذكور. (التبيين)
[19] قال في التحفة: قيل إنه إخبار، يعني جعله ذا نضرة. وقيل: دعاء له بالنضرة، وهي البهجة والبهاء في الوجه من أثر النعمة. (تحفة الأحوذي)
[20] قوله (عمر بن الخطاب) عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي، أبو حفص أمير المؤمنين، ولد عام ثلاث عشرة من عام الفيل، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم له أن يعز الله به الاسلام، فأجاب الله دعاءه فيه، وهاجر وشهد المشاهد، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض، وولي الخلافة بعد أبي بكر بعهد منه، فسار السيرة العمرية التي تضرب بحسنها الامثال، وأنزل نفسه من مال الله بمنزلة وإلى اليتيم؛ إن استغنى عنه استعف، وإن احتاج اقترض بالمعروف، فإذا أيسر قضى، وفتح الفتوح الكثيرة بالشام والعراق ومصر، ودون الدواوين في العطاء، وهو أول من سمي أمير المؤمنين، وأول من أرخ التاريخ من الهجرة، وأول من اتخذ الدرة، قتل يوم الاربعاء سنة ثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وله ثلاث وستون سنة. (إسعاف المبطأ)
[21] قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ) المراد: لا تُحْسَبُ الأعمال الشرعية إلا بالنية. وقوله صلى الله عليه وسلم. (فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ) معناه: مقبولة.
[22] (لا يرى عليه أثر السفر) وهو بضم الياء مِن يُرِيْ. قوله (تؤمن بالقدر خيره وشره) معناه: تعتقد أن الله تعالى قدر الخير والشرقبل خلق الخلق، وأن جميع الكائنات بقضاء الله تعالى وقدره، وهو مريد لها. قوله (فأخبرني عن أماراتها) هو بفتح الهمزة، أي غلامتها، ويقال: إمار بلا هاء، لغتان، لكن الرواية بالهاء. قوله (تلد الأمة ربتها) أي سيدها، ومعناه: أن تكثر السراري حتى تلد الأمة السرية بنْتًا لسيدها، وبنت السيد في معنى السيد. وقيل: يكثر بيع السراري حتى يشتري المرأة أمها، وتيتعبدها جاهلة بأنها أمها. وقيل غير ذلك، وقد أوضحت في شرح صحيح مسلم بدلائله وجميع طرقه. قوله (العالة) أي الفقراء، ومعناه: أن أسافل الناس يصيرون أهل ثروة ظاهرة. قوله (لبثت مليًّا) هو بتشديد الياء، أي زماناًا كثيرًا، وكان ذلك ثلاثا، هكذا جاء مبيَّنًا في رواية أبي داود والترمذي وغيرهما.
[23] هو عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي: أبو عبد الرحمن المكي، أسلم قديما مع أبيه وهو صغير، بل روي أنه أول مولود ولد في الاسلام، واستصغر يوم أحد، وشهد الخندق وما بعدها، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: إنه رجل صالح، وروى عنه بنوه سالم وحمزة وعبد الله وبلال وزيد وعبيد الله وعمر، وحفيداه محمد بن زيد وأبو بكر بن عبيد الله، ومولاه نافع، وزيد بن أسلم والزهري وعطاء وخلق، ومسنده عن بقي بن مخلد ألفا حديث وستمائة وثلاثون حديثًا، قال بن مسعود: إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر، توفي سنة ثلاث، وقيل: سنة أربع وسبعين. (إسعاف)
[24] هو عبد اللخ بن مسعود، ويكنى أبا عبد الرحمن الهذلي، كان إسلامه قديمًا في أول الإسلام قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم قبل عمر بزمان، وقيل: كان سادسًا في الإسلام، ثم ضمَّ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان مِن خواصه، وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسواكه ونعليه وطهوره في السفر، هاجر إلى الحبشة، وشهد بدرًا ثم ما بعدها مِن المشاهد، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد، وسخطت له ما سخط لها ابن أم عبد، يعني ابن مسعود، كان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في سمته ودله وهديه، وكان خفيف اللحم قصيرًا، شديد الأدمة نحيفًا، يكاد طوال الرجال يزاويه جالسًا، ولي القضاء بالكوفة وبيت مالها لعمر، وصدرًا مِن خلافة عثمان،  ثم صار إلى المدينة، فمات بها سنة ثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع، وله بضع وستون سنة، روى عنه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومَن بعدهم من الصحابة والتابعين. (الإكمال في أسماء الرجال)
[25] هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، أم المؤمنين وحبيبة حبيب رب العالمين، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهي بنت ست سنين، وبنى بها بالمدينة منصرفه من بدر في شوال سنة اثنين من الهجرة، وهي بنت تسع سنين، روت الكثير، وروى عنها خلائق، واستقلت بالفتوى زمن أبي بكر وعمر وهلم جرّا، قال أبو موسى: ما أشكل علينا – أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم – حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا، وقال مسروق: رأيت مشيخة أصحاب محمد الاكابر يسألونها عن الفرائض، وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء؛ لكان علم عائشة أفضل، ماتت سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين. (إسعاف)
[26] (من أحدث في أمرنا فهو رد) أي مردود، كالخلق بمعنى المخلوق.
[27] هو النعمان بن بشير، يكنى أبا عبد الله الأنصاري، وهو أول مولود وُلِدَ للأنصار مِن المسلمين بعد الهجرة، قيل: مات النبي صلى الله عليه وسلم وله ثمان سنين وسبعة أشهر، وله ولأبيه صحبة، سكن الكوفة، وكان واليًا عليها زمن معاوية، ثم ولي حمص، فدعا لعبد الله بن الزبير، وطلبه أهل حمص فقتلوه سنة أربع وتسعين، روى عنه جماعة، منهم ابنه محمد والشعبي. (الإكمال)
[28] (فقد استبرأ لدينه وعرضه) أي صان عرضه ودينه وحمى عرضه من وقوع الناس فيه. قوله (يوشك) هو بضم الياء وكسر الشين، أي يسرع ويقرب. قوله (حمى اللهمحارمه) معناه: الذي حماه الله تعالى ومنع دخوله هو الأشياء التي حرمها.
[29] قوله (عن أبي رقية) هو بضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء. قوله (الداري) هو منسوب إلى جد له اسمه الدار. وقيل: إلى موضع يقال له الدارين. ويقال فيه أيضًا الديري، نسبة إلى دير كان تعبد فيه. وقد بسطت القول في إيضاحه في أوائل شرح صحيح مسلم.

[30] هو تميم بن أوس الداري، كان نصرانيًّا ثم أسلم سنة تسع، وكان يختم القرآن في ركعة، وربما ردد الآية الواحدة الليل كله إلى الصباح، قال محمد بن المنكدر: إن تميمًا الداري نام ليلةً لم يقم يتجهد فيها حتى أصبح، فقام سنة لم ينم فيها عقوبة للذي صنع، سكن المدينة ثم انتقل منها إلى الشام بعد قتل عثمان وأقام بها إلى أن مات، وهو أول مَا أسرج السراج في المسجد، روى عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم قصة الدجال والجساسة، وعنه أيضًا جماعة. (الإكمال)
[31] هو أبو هريرة الدوسي اليماني، حافظ الصحابة، في اسمه واسم أبيه نحو ثلاثين قولاً، قال النووي: وأصحها عبد الرحمن بن صخر، روى الكثير، وروى عنه خلائق من الصحابة والتابعين، وكان إسلامه عام خيبر، مات سنة سبع وخمسين، قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره. (إسعاف)
[32] قوله (واختلافهم على أنبيائهم) هو برفع الفاء لا بكسرها.
[33] قوله (غذي بالحرام) هو بضم الغين وكسر الذال المعجمة والمخففة.
[34] هو الحسن بن علي بن أبي طالب، وكنيته أبو محمد، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته وسيد شباب أهل الجنة، ولد في النصف مِن شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وهو الأصح ما قيل في ولادته، ومات سنة خمسين، وقيل: سن ثمان وخمسين، وقيل: تسع وأربعين، وقيل: أربع وأربعين، ودفن في البقيع، روى عنه ابنه الحسن بن الحسن وأبو هريرة وجماعة كثيرة، ولما قتل أبوه علي بن أبي طالب بالكوفة بايعه الناس على الموت أكثر مِن أربعبن ألفًا، وسلم الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان في النصف مِن جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين. (الإكمال)
[35] (دع ما يريبك) بفتح الياء وضمه لغتان، الفتح أفصح وأشهر، ومعناه: اترك ما شككْتَ فيه، واعدل إلى ما لا شك فيه.
[36] قوله (يعنينه) بفتح أوله.
[37] هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الانصاري النحاري أبو حمزة، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان في آخرين،.
روى عنه أولاده موسى والنضر وأبو بكر، وحفيداه ثمامة وحفص، وسليمان التيمي وحميد الطويل وعاصم الاحول وخلائق لا يحصون، خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، ودعا له فقال: اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة، كان يصلي فيطيل القيام حتى تقطر قدماه دما، مات سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة تسعين. (إسعاف)
[38] قوله (الثيب الزاني) معناه: المحصن إذا زنى، وللإحصان شروط معروفة في كتب الفقه.
[39] قوله (ليصمت) هم بضم الميم.
[40] هو شداد بن أوس، يكنى أبا يعلى الأنصاري، وهو ابن أخي حسان بن ثابت، نزل بيت المقدس، وعداده في أهل الشام، ومات بالشام سنة ثمان وخمسين وهو ابن خمس وسنعين سنة، قال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء: كان شداد مِمَّنْ أُوتِيَ العلم والحلم. (الإكمال)
[41] (القتلة) و (الذبحة) بكسر أولهما. قوله (ليحد) هم بضم الياء وكسر الحاء وتشديد الدال، يقال: أَحَدَّ السِّكِّيْنَ وحَدَّهَا واسْتَحَدَّهَا بمعنى.
[42] هو أبو ذر جندب بن جنادة، وهو مِن أعلام الصحابة وزهادهم والمهاجرين، وأسلم قديْمًا بمكة، يقال: كان خامسًا في الإسلام ثم انصرف إلى قومه فأقام عندهم إلى أن قدم  المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الخندق، ثم سكن الربذة إلى أن مات بها سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان، وكان يتعبد قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين. (الإكمال)
[43] (حندب)بضم الجيم وبضم الدال وفتحها، و (جنادة) بضم الجيم.
[44] معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الانصاري الخزرجي: أبو عبد الرحمن المدني، شهد العقبة وبدرا والمشاهد كلها، وكان أحد الاربعة من الانصار الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه جابر وابن عمر وابن عباس وأبو موسى وخلق، مات في طاعون عمواس. (إسعاف)
[45] عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، الهاشمي أبو العباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمان القرآن كان يقال له الحبر والبحر رأى جبريل مرتين ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين، وروى عنه ابنه علي وأنس وأبو أمامة بن سهل وأبو الشعثاء وأبو العالية وسعيد بن المسيب وعطاء وطاوس ومجاهد وخلق، مات بالطائف سنة ثمان وستين وهو بن إحدى أو اثنتين وسبعين سنة. (إسعاف)
[46] (تجاهك) بضم التاء وفتح الهاء، أي أمامك، كما في الواية الأخرى. (تعرف إلى الله في الرخاء) أي تحبب إليه بلزوم طاعته واجتاب مخالفته.
[47] أبو مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الانصاري البدري، شهد العقبة الثانية، واختلف في شهوده بدرًا، ومن أنكره؛ قال: نزل بدرًا فنسب إليها، روى عنه ابنه بشير وربعي بن حراش وأبو وائل وخلق، مات سنة أربعين. (إسعاف)
[48] (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) معناه: إذا أردت فِعْل شيء، فإن كان مما لا يستحيى مِن الله في فعله؛ فافعله، وإلا فلا، وعلى هذا مدار الإسلام.
[49] هو سفيان بن عبد الله بن زمعة (وفي نسخة: ربيعة) يكنى أبا عمرو الثقفي، يعد في أهل الطائف، له صحبة، وكان عاملاً لعمر ابن الخطاب على الطائف. (الإكمال)
[50] (قل آمنت بالله ثم استقم) أي استقم كما أمرتممتثلا أمر الله مجتنبًا نهْيَه.
[51] جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة الانصاري السلمي المدني: أبو عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو محمد، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعلي في آخرين، وعنه أولاده محمد وعقيل وعبد الرحمن بن أبي رباح ومحمد بن المنكدر وخلائق.
غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة، ولم يشهد بدرًا ولا أحدًا منعه أبوه، واستغفر له النبي صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسًا وعشرين مرة، وكانت له حلقة في المسجد يؤخذ عنه، ومات بالمدينة، وقيل: بمكة، وقيل: بقباء سنة ثمان وسبعين، وقيل: تسع وسبعين، وقيل: سبع وسبعين، وقيل: أربع وسبعين، وقيل: ثلاث وسبعين، وقيل: اثنتين وسبعين. (إسعاف)
[52] هو أبو مالك كعب بن عاصم الأشعري، كذا قاله البخاري في التاريخ وغيره، وقال البخاري في رواية عبد الرحمن بن غنم: حدثنا أبو مالك أو أبو عامر بالشك، قال ابن المديني: أبو مالك هو الصواب، روى عنه جماعة، مات في خلافة عمر. (الإكمال) قال في مقدمة الفتح: ولا يعرف اسمه، وأبو مالك هو المشهور. (مقدمة فتح الباري للحافظ)
[53] قوله صلى الله عليه وسلم (الطهور شطر الإيمان) المراد بالطهور: الوضوء. قيل: ينتهي تضعيف ثوابه إلى نصف أجر الإيمان. وقيل: الإيمان يجب ما قباه من الخطايا، وكذا الوضوء، لكن الوضوء يتوقف صحته على الإيمان، فصار نِصْفًا. وقيل: المؤاد بالإيمان الصلاة، والطهور شرط لصحتها، فصار كالشطر. وقيل غير ذلك. وقوله صلى الله عليه وسلم (والحمد لله تملأ الميزان) أي ثوابها. (وسبحان الله والحمد لله تملآن) أي لو قدر ثوابهما جسمًا لملأه، وسببه ما اشتملتا عليه مِن التنزيه والتفويض إلى الله تعالى. (والصلاة نور) أي تمنع مِن المعاصي وتنهى عن الفحشاء وتهدي إلى الصواب. وقيل: يكون ثوابها نورًا لصاحبها يوم القيامة. وقيل: لأنها سبب لاستنارة القلب. (والصدقة برهان) أي حجة لصاحبها في أداء حق المال. وقيل: حجة في إيمان صاحبها؛ لأن المنافق لا يفعلها غالبًا. (والصبر ضياء) الصبر المحبوب، وهو الصبر على طاعة الله نعالى والبلاء ومكاره الدنيا وعن المعاصي، ومعناه: لا يزال صاحبه مستضيئًا مستمرًّا على الصواب. (كل الناس يغدو؛ فبائع نفسه) معناه: كل إنسان يسعى بنفسه؛ فمنهم مَن يبيعها لله تعالى بطاعته، فيعتقها مِن العذاب، ومنهم مَن يبيعها للشيطان باتباعها، فيوبقها، أي يهلكها. وقد بسطت هذا الحديث في شرح صحيح مسلم، فمَن أراد زيادة فليراجعه، وبالله التوفيق.
[54] قوله (حرَّمْت الظلم على نفسي) أي تقدَّسْتُ عنه، فالظلم مستحيل في حق الله تعالى، وهو لأنه مجاوزة الحق أو التصرف في غير ملك، وهما جميعًا محال في حق الله تعالى. قوله (لا تظالموا) هو بفتح التاء، أي تتظالموا. قوله تعالى (كما ينقص المخيط) هو بكسر الميم وإسكان الخاء وفتح الياء: الإبرة، زمعناه: لا ينقص شيئًا .
[55] (الدثور) بضم الدال والثاء المثلثة: الأموال، واحدها دثر، كفَلْس وفلوس. قوله (في بضع أحدكم) هو بضم الباء وإسكان الضاد المعجمة، وهو كناية عن الجماع، إذا نوى العبادة، وهو قضاء حق الزوجة وطلب ولد صالح وإعفاف النفس وكفها عن المحارم.
[56] (السلامى) بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم، وجمْعه سلا ميات بفتح الميم، وهي المفاصل والأعضاء، وهي ثلاثمائة وسِتّون، ثبت ذلك في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[57] (النواس) بتفح النون وتشديد الواو. و (سمعان) بكسر السين وفتحها.
[58] هو النواس بن سمعان الكلابي، سكن الشام، وهو معدود فيهم، روى عنه جبير بن نفير وأبو إدريس الخولاني. (سمعان) بكسر السين المهملة، وقيل: بفتحها، وسكون الميم وبيالعين المهملة. (الإكمال) قال في الإصابة: له ولأبيه صحبة.
[59] (العرباض) بكسر العين وبالموحدة، و (سارية) بالسين المهملة والياء المثناة تحت. قوله (ذرفت) بفتح الذال المعجمة والراء، أي سالت. قوله (بالنواجذ) هو بالذال المعجمة، وهي الأنياب. وقيل: الأضراس. و (البدعة) ما عُمِلَ على غير مثال سبق.
[60] بكسر أوله وسكون الراء بعدها موحدة وبعد الألف معجمة ابن سارية السلمي أبو نجيح، صحابي مشهور من أهل الصفة، هو ممن نزل فيه قوله تعالى: (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ) وقال أيضًا كلُّ واحدٍ مِنْ عمروِ بن عبسة والعرباضِ بن سارية: أنا رابع الإسلام، لا يدري أيهما قال قبل صاحبه، ثم نزل حمص، وحديثه في السنن الأربعة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي عبيدة بن الجراح، وعنه أبو أمامة الباهلي وعبد الرحمن بن عائذ وجبير بن نفير وحجر بن حجر الكلاعي وسعيد بن هانئ الخولاني وشريح بن عبيد وعبد الله بن أبي بلال وأبو رهم السماعي وغير واحد، وقال محمد بن عوف: كان قديم الإسلام جدا. قال خليفة: مات في فتنة ابن الزبير، وقال أبو مسهر: مات بعد ذلك سنة خمس وسبعين، وفي الطبراني من طريق عروة بن رويم عن العرباض بن سارية: وكان شيخًا كبيرًا من الصحابة. (الإصابة)
[61] (ذروة السنام) بكسر الذال وضمها: أعلاه. (ملاكُ) الشيء: بكسر الميم، أي مقصوده. قوله (يكب) هو بفتح الياء وضم الكاف.
[62] أبو ثعلبة الخشي: جرثوم بن ناشر، ويقال: ابن لاشر، ويقال غير ذلك، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز إلى حنين فأسلم وضرب له بسهمه، وبايع بيعة الرضوان، روى عنه جبير بن نفير وأبو إدريس الخولاني وعدة، مات بالشام سنة خمس وسبعين. (إسعاف المبطأ)
[63] (الخشني) بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وبالنون، منسوب إلى خشين[63] قبيلة معروفة. قوله (جرثوم) بضم الجيم والثاء المثلثة وإسكان الراء بينهما، وفي اسمه واسم أبيه اختلاف كثير.
[64] سهل بن سعد بن مالك بن خالد الانصاري الساعدي المدني، آخر من مات من الصحابة بالمدينة، مات سنة ثمان وثمانين، وقيل: سنة إحدى وتسعين، وهو ابن مائة سنة، روى عنه ابنه عياش والزهري وآخرون. (إسعاف)
[65] أبو سعيد الخدري: سعد بن مالك الانصاري، أحد علماء الصحابة ومكثرهم، وأحد من بايع تحت الشجرة، أول مشاهده الخندق، وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة، وكان ممن حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم سُنَنًا كثيرة وعِلْمًا جَمًّا، وكان من نجباء الصحابة وعلمائهم وفضلائهم، روى عنه الشعبي وعطاء ونافع وابن المسيب وخلق، مات سنة أربع وسبعين وله نيف وسبعون. (إسعاف)
[66] (ولا ضرار) بكسر الضاد.
[67] (فإن لم يستطع فبقلبه) معناه: فليكرهه بقلبه، وذلك أضعف الإيمان، أي أقل ثمرة.
[68] قوله (بحسب امرئ مِن الشر) هو بإسكان السين، أي يكفيه مِن الشر.
[69] (فقد آذنته) بهمزة ممدودة، أي أعلمْتُه بأنه محارب لي. قوله (استعاذ بي) ضبطوه بالنون والباء، وكلاهما صحيح.
[70] (كن في الدنيا كأنك غريب) أي لا تركن إليها، ولا تتخذوها وطنًا، ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها، ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه، ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله.
[71] قوله: الحديث الحادي والأربعون)
[72] عبد الله بن عمرو بن العاصي بن وائل السهمي، أسلم قبل أبيه، وكان أصغر منه بإحدى عشرة سنة، روى عنه ابنه محمد بخلف وحفيده شعيب بن محمد، وجبير بن نفير وسعيد بن المسيب وعروة وطاوس وخلق، مات ليالي الحرة سنة ثلاث وستين، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. (إسعاف)
[73] (عنان السماء) بفتح العين. قيل: هو السحاب. وقيل: ما عنَّ لكمنها، أي ما ظهر إذل رفعْتَ رأسك. (قراب الأرض) بضم القاف وكسرها، لغتان رُوِيَ بهما، والضم أشهر. معناه: ما يقارب ملأها
[74] وقد رجح بعضهم (نضر) من قوله عز وجل: (تعرف في وجوههم نضرة النعيم) وكان بعض أهل العلم: إني لأرى في وجوه أهل الحديث نضرة النعم، لقوله عليه السلام (نضر الله امرأً) الحديث، يعني أنه دعوة أجيبت. (التبيين) قال في فيض القدير: (نضر الله) بضاد معجمة مشددة، وتخفف، قال في البحر: وهو أفصح، وقال الصدر المناوي: أكثر الشيوخ يشددون، وأكثر أهل الأدب يخففون، من النضارة: الحسن والرونق. (فيض القدير)
[75] وفي الأصل: خشينة بالتاء المربوطة، والتصحيح من تهذيب الأسماء للمؤلف والإصابة لابن حجر. والله أعلم.

Tiada ulasan:

Catat Ulasan